أميرة واسكندرية والبحر

إلى صديقتى

من أميرة إلى سهر

أنظر إلى عيونها الجميلة التى كحلها الدمع

أسمع آهات قلبها الذى خنقه الحزن

تحكى عن خوف عشت عمرى أهرب منه

تحكى وبكبرياء تأبى عيونها أن تبكى الدمع

وبالرغم من ذلك أرى دموعها ولكن تحت الجلد

أريد أن أمسحها بيدى ولكنها لا تخترق الجسد

حبيبتى لا تخافى

ولا تحزنى

فلكل ليل شمسا تحبو

وسامحينى فليس بيدى شيئا سوى الدعاء

أن يعينيك الله على هذا الألم

دى يا جماعه كلمات أميرة

وكانت فى رسالة على الموبايل...

بقالها كتير مسافرة اسكندرية وسايبنى لوحدى

ادعوا بقى معاى تجى لى لان بعدها بيفرق معايا جدا

مبعرفش أزهق على حد إلا هى

وأكتر حاجه وحشانى فيها عينيه وحرف الر اء الواقع

يارب يا أميرة تقرأى البوست ده

البوست أخضر بلون عينيها

معا ً نقضى ليالى بصحبة القمر

معا ً نتحدث ونتناقش

ونتجادل

وما أمتع الجدال بيننا

فى كل مرة أبعد فيها عن الحبيب

أقول لها لن أعود

تضحك بضحكتها الرائعه

وتشرق عينياها الخضراء

ساخرة منى وتعود تقول نفس الكلمات

فى كل مرة

وأحيانا ً أسبق وأقولها

وبرقه حرف الراء تقول ( برررررده )

صديقتى

معا ً تعاهدنا أن نذهب للبحر معا ً

بينى وبينك ِ بلاد وبحر فى عينيك

وحدى هنا والقمر

ووحدك ِ أنت مع البحر والقمر

كيف ترين البحر هذه المرة

هل تحققت أمنيتك

واستقبلك ِ البحر بأحضانه

أميرة

كونى له موجة وأميرة

اقتربى منه وهو يحضنك ِ

كونى له لحظة مد ٍ أو جزر ٍ

ولا ترتدى حذاء

اجعلنى حبيبات الرمل تتنفس عطرك ِ

صديقتى

لا تتذكرينى عندما تقفين

على شاطيئه وتحدثينه

اجعلى البحر يتنفسك ِ بعمق

لاتتذكرنى لأن البحر لا يتنفس الهواء العكر

لكن عند الشهيق لا تتذكرينى

لأن البحر سيرفضنى

وعند الزفير أرجوكى لا تنسينى

واطلقينى بزفيرك ِ فى حضن البحر

أتوه

كونى له عروسا ً

وانطلقى وافرحنى

لا تقلقى لست وحدى

أنت معى

لا أنكر أننى بدونك ِ

ألملم من ضوء الرصيف

وصوت السيارات المزعجة

التى تدهشك ِ

لا أنكر أننى أحاول أن أتذكر كل ليالينا

وبقاياك ِ القديمة

كم هى حزينة يا أميرة

تلك الشجرة التى كنا ننتظر القمر بجوارها

و حديقة كانت تجمعنا

وتلك اللعبة التى كنا نلعبها بأيدينا

أمى وأمك ِ تندهشان من جلستى وحدى

فلست وحدى أنا معك ِ أتحدث بصوت عالى

اتهمونى بالجنون

فأين أنت ِ

تثبتين أننى لست وحدى

صديقتى

أميرتى

أرهقنى البعد

كفايه كده على اسكندريه